لم اعرف لم بدأت الكتابة مجدّدًا
لكنني اعرف لم توقفت في الماضي
خذلت القلم الذي حماني وحصنّني من تعقيدات نفسي والمجتمع، كسرت جناحي
لأرتمي بين مفردات الواقع السطحي.
رذلت الكتابة حين خانتني الاحلام، حين علّمت نفسي الواقعيّة، حين
نبذت الخيال...
سنين طويلة مرّت طبعت حياة عاديّة تخللتها مشاعر انسانيّة روتينيّة،
كما لمعت فيها لحظات جنونيّة ما لبثت ان اخمدتها غبائر الصيرورة اليومية، التي
تحبك حول ارواحنا نسيجًا ثقيلاً يمنعنا من الاعتراض.
امّا لماذا توقفت عن الكتابة لسنة خلت، فلأنني ذبلت من الداخل لدرجة
الاستسلام والانصياع لديانة الوجود العبثي في هذه الدنيا، وفقدان الأمل بدور مغاير
للواقع استطيع ان العبه.
واقع ذليل بمواقفه، خمول بتجاربه، ضعيف برجائه، مستسلم لهذيان
اللاقرار.
وصدفة وجدتها، كتاباتي القديمة وجدتها، يرسم الغبارعلى
صفحاتها الوانًا من النسيان
مليئة بطفولة جريئة طائشة مُخبـأة بين السطور...
ولم اعرفني! ورفضت العودة الى ذكرياتي المليئة بالغربة
واطياف اناس من الماضي...
ثمّ عاودني الحنين، فتصفّحت خيالي البعيد وقرأتها
قصة فتاة حلمت بالكثير واضمحلّت آمالها مع السنين.
وقرّرت نشرها رغم ركاكة وهشاشة في التعبير احيانًا، فلعلّ
احدًا يجد في قراءتها سلوى، فلا تموت بالكامل احلام شابّة، مع الدخان المتصاعد من الدفاتر حين احرقها فتملأ انفاسي عبير ماض لن يعود...