Monday, November 2, 2015

كي لا ننسى إنسانيّتنا



لولا بعض من رحمة في قلوب الناس لكانت الدنيا فائقة الصعوبة.

من أجل النفوس الطيّبة التي تسكن أجسادًا يملؤها الألم نطلق النداء...
بيوتهم صغيرة، سوّد الفقر حيطانها وزعزع أساساتها، فجوات في السقف وبقايا شظايا، تخبر قصّة حرب لم ترحم احدًا.

لكنّ هؤلاء الناس لم يستطيعوا ان يصلحوا الضرر، فعاشوا بين كآبة بيوتهم ووجع العوز، كبيري النفس، لا يطلبون غير رحمة الله وحبّة الدواء.

لكننا رأينا الحزن في عيونهم والغصّة في كلماتهم رغم ابتسامات تنير وجوههم الطيّبة والتي غدر بها الزمن.

اما عماد فبطل من نوع آخر، فقد عاش الحرب اللبنانية في الخطوط الأماميّة، فخسر بعضًا من جسده فيها، والبعض الآخر يجرّره وراءه بحثًا عن لقمة عيش باتت مجبولة بالذلّ والمنّة، من اناس يعتبرونه عالّة على مجتمع ضحّى عماد من اجله الكثير...

ويكافئه الزمن بغرفة ترشح شتاءً وتغلي صيفًا دون ادنى مستلزمات الحياة الكريمة.
"لا كهرباء عندي يقول، فكوا الساعة لأنني لم استطع دفع الفواتير المتراكمة" وتلمع عيناه ببقيّة كبرياء " لكنني لا احتاج الكهرباء كي اعيش لكنني احتاج الدواء..." وهنا يخفت صوته كأنه يحدث نفسه كي لا نسمع ضعفه.

من اجل هؤلاء وغيرهم ممّن يجدون في الظلمة نورًا غاب معناه عن كثيرين، يلملمون المهم وفقرهم ويحاولون الترفّع عن طلب المساعدة التي هم بأمسّ الحاجة اليها، نطلق حملة الأمل بفلس الأرملة، كي لا نخسر انسانيّتنا، ونغدو رقمًا عقيمًا يسير في قافلة الحياة مفتقرًا لمعنى الحياة...

No comments:

Post a Comment