Monday, December 8, 2014

عصر التعنيف




مرّت الإنسانيّة خلال تطوّرها بمراحل عدّة، لعلّ أهمّها التطوّر الذي حصل على مستوى ترويض الحواسّ.
وبغضّ النظر عن صحّة  نظرية "داروين" في أصول الإنسان وتطوّره، لا بدّ لنا ان نعترف ان طريق البشريّة كان طويلاً في مجال تهذيب غرائزه الأساسيّة.
كان يدافع عن نفسه بوحشيّة اذا تعرّض للخطر، لأن غريزة البقاء كانت تحكم حياته في تلك المرحلة، وتتحكّم بسلوكه.
لكن الوضع تغيّر بالإجمال في يومنا هذا، ففي القرن الواحد والعشرين اصبح العالم يتغنّى بالتطوّر والديموقراطيّة وحريّة الإنسان، بل ويُغالي بهذه القيم، حتّى افقدها روحيّتها في بعض الأحيان.
وإذ بنا نواجه اليوم بعض الناس "اذا جازت التسمية" لا تزال تعيش في العصور الحجرية، لأن العنف ما زال يسيّرها، ويتحكّم بأفعالها، فتفقد السيطرة على اعصابها، ويعميها الغضب.
إنّ التعنيف لا يقتصر على جنس من البشر ولا على دين او بلد او لون، بل انه يطال الجميع، لأنه سلوك بشريّ معيب وغير سويّ.
التعنيف يكون جسديّاً وعاطفيّاً ولفظيّاً ويطال المرأة والرجل والطفل على السواء،
 هوعندما تمتدّ اليد كي تضرب بدل ان تمسح الدموع عن الوجوه
وعندما يصبح اللسان اداةً للإهانة بدل الكلمة الرقيقة التي تبلسم الجراح
وعندما تتهكّم العين بدل ان تحنو بنظرات الحبّ والإخاء
وعندما ينتفي الحوار بين الأشخاص لتحلّ مكانه لغة اللؤم  والتهجّم
وهوعندما يتحوّل الإنسان مسخاً يؤذي ويؤنب ويهين

عندها، تبكي الإنسانيّة مخلوقات يُفترض بها ان تكون بشريّة.
بقلم حياة عون


2 comments: